لا تبح لهم بسرنا
ولا تشاركهم أحزاننا
لا تخرج عليهم ودموعك في عينيك
ولا تحدثهم وصوتك راجف كما ترتجف يديك
لا تخبرهم كيف تعذبنا
ولا تشاطرهم ويلاتنا وآهاتنا
لا تبتئس من حظك البائس
فهو طريقنا
لا تخبرهم
هذه حياتنا
أسرارنا
لا ترهم جروحنا
ولا تجعلهم يتحسسوا دفء ذرفات دمائنا
التي جفت
وسال الخوف بدلا منها
لا تجعلهم يشفقوا
علينا
لاتدعهم يضحكوا
علينا
ولا تجبرهم أن يولوا هاربين
منا
وكأننا نحن النحس
وكأنك أنت الشؤم
وكأنني أنا المرض
ومعا، كأننا نحن الموت
الأسود، المخنوق، القراس، الهاجس
لا تقل لهم كم هرولت بنا ساعات أجسادنا
إلى الهرم، إلى الأرق،
إلى آلاف الأميال من الزحف
نحو الأمل
لا تقل لهم عن قلبي عندما خفق
ولا تشعرهم به عندما صمت
ولا تسمعهم إياه عندما طغى عليه الصدى
ولا تلفتهم إليك وأنت تهذي في الظلام من الأسى
نحن لسنا لهم
نحن لسنا منهم
ولسنا مثلهم
سنمضي كأننا معهم
ونهرب منهم
تاركين لهم أجسادا،
خاوية من حياة كحياتهم
ترتدي لباسهم
وتشرب مائهم
لكنها تدرك مدارك لا حيلة بها لهم
امشي معي
يدك في يدي
في ذلك الإتجاه
أينما تبدأ السماء
اصعد معي
على درج المجد والعلياء
على درج الخلود
اخطو معي
هناك
في الأعالي
أينما تشع النجوم
إلى الأبد
وتسموا أرواحنا على غير مضد
هناك
أينما تبدأ الحياة
هناك
أينما لن نجد متسعا قط للألم
Katia